أخر الاخبار

تقنيات فضائية قديمة تحافظ على استمرار المهمات الفضائية

تقنيات فضائية قديمة تحافظ على استمرار المهمات الفضائية

يعتمد نجاح المهمات الفضائية على مجموعة من التقنيات المتقدمة، لكن العديد من أشهر هذه المهمات ما زالت تعمل بفضل تقنيات قديمة. في هذا المقال سنستعرض كيف ساعدت التقنيات القديمة في إطالة عمر بعض المهمات الفضائية الشهيرة.


مهمة فوياجر تصمد خلاف التوقعات


أطلقت ناسا المركبتين فوياجر 1 وفوياجر 2 في سبعينيات القرن الماضي في رحلة استكشافية لأطراف المجموعة الشمسية. وبعد مرور 46 عاماً، ما زالت المركبتان ترسلان بيانات من خارج حدود المجموعة الشمسية.

يُعزى بقاء مهمة فوياجر حتى الآن للتقنيات البسيطة المستخدمة في بناء المركبتين، إذ صُممت الأجهزة الإلكترونية لتتحمل الظروف القاسية للفضاء الخارجي. كما ساعد تصميم المركبتين الذي يشبه الصواريخ في المحافظة على وقودهما لفترات طويلة.

لا تزال ناسا تتحكم بفوياجر من نفس غرفة التحكم التي أطلقت منها قبل عقود، باستخدام تقنيات قديمة كان من المفترض أن تتوقف عن العمل منذ زمن بعيد.


إنقاذ مهمة كلاستر بإبطاء العجلات الدوّارة


أُطلقت مهمة كلاستر التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية في تسعينيات القرن الماضي لدراسة التفاعل بين الرياح الشمسية والمجال المغناطيسي للأرض. كان المفروض أن تستمر المهمة لثلاث سنوات فقط، لكنها ما زالت تعمل بعد 23 عاماً.

واجهت المهمة عدة مشاكل فنية، من أبرزها تلف بطاريات الأقمار الصناعية الأربعة المستخدمة في المهمة. لكن فريق المهمة تمكن من إطالة عمرها بتقليل سرعة العجلات الدوّارة على متن الأقمار الصناعية، مما ساعد على المحافظة على الطاقة.


إنقاذ مرصد أشعة إكس أكس إم نيوتن بمساعدة الشركة المصنعة


صُمم مرصد أكس إم إن الفضائي الأوروبي لدراسة الأشعة السينية القادمة من المجرات البعيدة. وبعد 10 سنوات من إطلاقه، بدأ المرصد يُظهر علامات تدهور الأجهزة الميكانيكية على متنه.

تمكن فريق المهمة من إنقاذ المرصد بالتعاون مع شركة إيرباص المصنعة، حيث طُورت خوارزميات برمجية لتشغيل العجلات الدوّارة بسرعة أبطأ، مما مدد عمر المرصد لسنوات إضافية.


كيف أنقذت إعادة كتابة البرمجيات مهمة مارس إكسبريس


واجهت مهمة مارس إكسبريس خطر التوقف بعد تعطل أجهزة قياس الدوران على متنها. لكن فريق المهمة استطاع تعديل برمجيات قديمة من مهمة روزيتا وتحميلها على المسبار، مما سمح بتشغيله بدون هذه الأجهزة.

وبفضل إعادة استخدام البرمجيات القديمة، تم تمديد المهمة حتى عام 2028.


سر بقاء مهمة مارس أوديسي هو الخبرة المتراكمة


بعد 21 عاماً في مدار المريخ، مازال مسبار مارس أوديسي يرسل بيانات ويُعد أقدم مسبار نشط حول كوكب آخر.

يعود سر بقاء المسبار حتى الآن للمعرفة والخبرة التي تراكمت عند فريق المهمة على مدار السنين في التعامل مع مشاكل المسبار وإيجاد حلول إبداعية لها. كما ساعد تصميم المسبار القوي ونظام الطاقة الفعال في إطالة عمره.

ويتوقع العلماء أن تستمر هذه المهمة لسنوات إضافية، مما يسمح بجمع المزيد من البيانات القيّمة عن المريخ.


كيفية إنقاذ المهمات الفضائية في حالات الطوارئ


تواجه المهمات الفضائية أحياناً حالات طارئة تهدد استمرارها، ويتطلب الأمر تدخلاً سريعاً من فرق التحكم.

في إحدى الحالات، تعرض مرصد إنتجرال لخلل مفاجئ أدى لتوقف إحدى العجلات الدوّارة، مما أدخله في دوران غير مضبوط وهدد بنفاد طاقته. لكن الفريق تمكّن من استعادة السيطرة في اللحظات الأخيرة بتعديل سرعات العجلات الأخرى.

وفي حالات الطوارئ، غالباً ما يضطر فريق المهمة لإيقاف تشغيل الأجهزة غير الضرورية لتوفير الطاقة، في محاولة لشراء الوقت لإنقاذ المهمة قبل فوات الأوان.


إرث سيستمر لملايين السنين


بفضل ما تراكم من خبرات ومهارات لدى وكالات الفضاء، أمكن إنقاذ العديد من المهمات الفضائية وإطالة عمرها لسنوات إضافية.

ومن المتوقع أن تستمر بعض المهمات مثل فوياجر في رحلتها خارج المجموعة الشمسية لملايين السنين، لتترك إرثاً خالداً للبشرية حول بدايات استكشاف الفضاء.


المصدر:

https://www.bbc.com/future/article/20230815-the-ancient-tech-keeping-space-missions-alive

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-